يمكن اعتبار تخفيض نطاق معدل الفائدة الرئيسي بمقدار ربع نقطة مئوية أمرا باتا، وهو ما تفعله الأسواق بشكل عام. ومع ذلك يمكن أن يحدث في الواقع أي شيء. إذا لم يلب الاحتياطي الفيدرالي توقعات المستثمرين فستبدأ الهستيريا.

وبالمناسبة، أظهر صاحب البيت الأبيض بالفعل موقفه العاطفي تجاه قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي في المستقبل. أمر دونالد ترامب بخفض أسعار الفائدة بالتأكيد وحتى بشكل أكثر عدوانية. لم يتضح بعد ما الذي سيفعله البنك المركزي، في حين تجاهل الدولار التغريدة التالية للرئيس الأمريكي واستمر في النمو. والآن لا تزال العملة الأمريكية هي الأكثر ربحية بين منافسيها الرئيسيين.

وبالنظر إلى النمو المطرد الذي يشهده الاقتصاد الأمريكي وانخفاض قياسي في معدل البطالة والتضخم المقيد، سيتعين على أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة تقديم نوع من "التلوين الوقائي" لتخفيف السياسة. والحقيقة هي أن خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس لن يوفر التأمين اللازم للاقتصاد. إذا كان الهدف هو تطبيع منحنى العائد فقط (نحن نتحدث عن تخفيض العائد على السندات قصيرة الأجل دون الإصدارات طويلة الأجل)، فمن المحتمل أن يساعد تخفيض السعر بمقدار ربع نقطة في هذا الصدد. ضاق الفرق في معدلات سندات الخزانة لمدة 3 أشهر و 10 سنوات إلى هذه القيمة.

ومع ذلك فإن محاولة الابتعاد عن الركود لا تفعل شيئاً يُذكَر لتحفيز الاقتصاد. لا ينتظر المستثمرون جولات جديدة من تخفيف السياسة النقدية. ويقدر احتمال خفض أسعار الفائدة في اجتماع سبتمبر إلى ما يتراوح بين 1.75 و 2.00 بنسبة 70٪. في شهر ديسمبر، تتجاوز فرص الهبوط إلى 1.50–1.75 أو أقل 50٪.

حان وقت العمل

تعتمد استجابة المتداولين للقرار بشأن أسعار الفائدة على نص بيان اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، وأولاً وقبل كل شيء، على كيفية شرح جيروم باول موقف ممثلي اللجنة. يمكن العثور على تلميح لمزيد من التيسير في تعليقاته التي سيتم فيها إيلاء الاهتمام لعوامل الضغط والمخاطر الاقتصادية، وخاصة على خلفية الحرب التجارية.

إذا كان بنك الاحتياطي الفيدرالي يدرك أن التخفيف بمقدار 25 نقطة أساس لن يكون كافياً، فلماذا لا يسبق الأحداث ويخفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في وقت واحد. سيكون مثل هذا القرار الجريء فعالًا وسيوفر للبنك المركزي تأمينًا كافيًا لدعم النمو. لن يتمكن أي شيء مما سيفعله بنك الاحتياطي الفيدرالي في الأيام المقبلة من تسريع التضخم إلى الهدف البالغ 2٪، في حين أن التخفيف بمقدار 50 نقطة أساس قد يكون حافزًا لنمو الأسعار.

ولا أعتقد أن باول سيتخذ هذه الخطوة. الشيء الوحيد الذي يجب على التجار أن يأملوه هو أنه سيتيح المزيد من تخفيف السياسة.

وفي الآونة الأخيرة، غالبا ما يغير جيروم باول وجهات نظره. وفي البداية، دعا إلى تشديد السياسة، ثم حان وقت "الانتظار والترقب" والمعدلات الثابتة، والآن يضمن عملياً تخفيض أسعار الفائدة. ما هذا - عدم الثبات أم المؤامرة؟